70% من الأزواج يتجنبون تكوين أسرة بسبب تكاليف المعيشة: تأثير البرمجة على اتخاذ القرار
70% من الأزواج يتجنبون تكوين أسرة بسبب تكاليف المعيشة: تأثير البرمجة على اتخاذ القرار
أظهرت الأرقام الأخيرة أن أكثر من 70% من الأفراد الذين يخططون لإنجاب أطفال يؤجلون هذه الخطوة بسبب الضغوط المالية.
يلقي الأزواج الذين يخططون لتكوين أسرة باللائمة على ارتفاع تكاليف السكن ورعاية الأطفال في تأجيل إنجاب الأطفال، وفقاً لبحث جديد. ووفقاً للدراسة الاستقصائية، فإن ربع الأشخاص الذين يبلغون من العمر 32 عاماً في إنجلترا ويرغبون في إنجاب المزيد من الأطفال أو أن يصبحوا آباءً للمرة الأولى هم فقط من يبذلون الجهد للقيام بذلك.
ما السبب تجنب الأزواج أسرة
ومن بين 7200 شخص من مواليد عامي 1989 و1990 الذين شملهم الاستطلاع، فإن أكثر من نصفهم آباء وأمهات بالفعل. وجد التحليل الذي أجراه مركز الدراسات الطولية بجامعة لندن أن 28% من الأشخاص الذين يرغبون في إنجاب طفل أو أكثر ولكنهم لا يبذلون الجهد حالياً يعزون قرارهم إلى الضغوط المالي.
أشارت دكتورةألينا بيريش
وقالت الدكتورة ألينا بيريش، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن النتائج أظهرت أن ”العديد من الأشخاص يعتبرون أن المشاكل المالية والمهنية تشكل عوائق رئيسية أمام تأجيل قرار الإنجاب“. وكان السبب الرئيسي المذكور هو ارتفاع تكاليف المعيشة، بما في ذلك تكاليف السكن ورعاية الأطفال .
دراسات أكدت صحت هذا الكلام
أظهرت دراسات سابقة أن الأزواج الذين يؤخرون قرارهم بإنجاب الأطفال في العشرينات والثلاثينات من العمر غالباً ما ينتهي بهم الأمر بعدم الإنجاب.
”تسلط هذه النتائج الضوء على أن الوضع المالي والوظيفي له تأثير كبير على قرار إنجاب طفل آخر. ويبدو أن النساء أكثر عرضة للقلق بشأن هذه الجوانب، وهو ما يتوافق مع الأدلة على أن الحياة المهنية للمرأة غالباً ما تكون أكثر صعوبة بسبب الدخل وفرص الترقية بعد الولادة.
وفي الاستطلاع الذي شارك فيه أكثر من 7000 شخص، قال ما يقرب من ربع المشاركين في الاستطلاع إنهم غير متأكدين من إنجاب المزيد من الأطفال أو أن يصبحوا آباءً للمرة الأولى. وجاء في الدراسة:
”أظهرت الأبحاث السابقة أن غالبية الأشخاص في العشرينات والثلاثينات من العمر الذين يترددون في إنجاب الأطفال أو يماطلون في هذه الخطوة غالباً ما ينتهي بهم الأمر بعدم إنجاب الأطفال.
ووفقًا لنتائج الدراسة، من المتوقع أن يكون متوسط حجم الأسرة في هذه الفئة العمرية أصغر من متوسط حجم الأسرة ونسبة أعلى من الأشخاص الذين ليس لديهم أطفال مقارنة بالأجيال السابقة.
ما هي التحديات التي يمكن أن يواجها الجيل القادم
وأوضحت الدكتورة بيليك أن النتائج تكشف عن التحديات التي يواجهها الجيل الحالي عند اتخاذ قرار إنجاب الأطفال في أوائل الثلاثينيات من العمر. وفي حين أن هناك العديد من الأسباب التي تؤثر على موعد وطول مدة إنجاب الأطفال،
أشارت إلى أن المناخ الاقتصادي الحالي، بما في ذلك الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، بما في ذلك تكاليف السكن ورعاية الأطفال، يلعب دوراً مهماً في تشكيل البيئة التي تتخذ فيها هذه الفئة قرارات الإنجاب.
تأثير الأنجاب على تأخير الزواج
تُظهر الأبحاث الحديثة أن تأجيل الولادة أصبح أكثر شيوعًا بين الأجيال الشابة، حيث تؤثر العوامل الاقتصادية والاجتماعية على هذا القرار. يجبر ارتفاع تكاليف المعيشة والضغوط المتزايدة على السكن والتعليم والرعاية الصحية العديد من الأزواج على تأجيل خططهم للإنجاب. ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد، فإن تأثير الجائحة وارتفاع التضخم يساهمان في التردد في اتخاذ قرار الإنجاب.
وفي الوقت نفسه، تشير تقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن التفاوت بين الجنسين في القوى العاملة وصعوبة الموازنة بين العمل والحياة الأسرية يجعل قرار الإنجاب أكثر صعوبة بالنسبة للعديد من النساء، خاصة بسبب الضغط لتحقيق الأمن المالي والتقدم الوظيفي قبل بدء تكوين أسرة ويذكر التقرير.
أثر الضغوطات الأقتصادية
بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية، تشير الأبحاث إلى أن التغيرات الاجتماعية والثقافية تساهم أيضاً في تأجيل قرار الإنجاب. فمع تزايد عدد الشباب الذين يسعون للحصول على التعليم العالي والفرص الوظيفية، تتغير الأولويات، حيث أصبح التقدم الوظيفي والأمن المالي أكثر أهمية من إنجاب الأطفال في سن مبكرة.
كما يُظهر تقرير الأمم المتحدة أن تأخير سن الزواج والإنجاب أصبح اتجاهاً عالمياً، حيث تفضل النساء، خاصة في البلدان المتقدمة، الانتظار حتى منتصف الثلاثينات من العمر قبل الإنجاب. هذه التغيرات في الأنماط الاجتماعية لها تأثير مباشر على معدلات الخصوبة، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات النمو السكاني في بعض البل
وتشير البيانات إلى أن الدعم الحكومي، مثل برامج رعاية الأطفال والإجازة الوالدية مدفوعة الأجر، قد يلعب دوراً في الحد من هذه الضغوط على الأسر الشابة.